تسعى دولة الإمارات إلى بناء اقتصاد مستدام من خلال استثمارات خضراء متعددة، حيث تتبنى نهجاً استباقياً يتماشى مع الأهداف العالمية في مجال الاستدامة. تمثل “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050″ و”المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050” الركائز الأساسية لهذه الجهود، والتي تهدف إلى تطوير بيئة استثمارية جذابة من خلال تقديم حوافز وتسهيلات للمستثمرين.
استراتيجية الإمارات للطاقة 2050
تم إطلاق “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050” في عام 2017، وتهدف إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع ضخ استثمارات قد تصل إلى 200 مليار درهم. يسعى هذا المشروع إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتعزيز الالتزام البيئي للدولة. كما أطلقت الإمارات مؤخراً “المرسوم بقانون اتحادي رقم 11 لسنة 2024” للحد من تأثيرات التغير المناخي، الذي سيدخل حيز التنفيذ في مايو 2025، ليضمن إدارة فعالة للانبعاثات.
أهداف استراتيجية التنمية الخضراء
تستهدف “استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء” تحويل الدولة إلى رائدة عالمياً في الاقتصاد الأخضر. تركز هذه الاستراتيجية على استثمار الموارد الطبيعية مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تشجع الإمارات أيضًا على الابتكار في مجالات النقل المستدام ودعم قطاع إعادة تدوير النفايات.
مشاريع ريادية
قامت الإمارات بتنفيذ العديد من المشاريع الريادية مثل “محطة نور أبوظبي” و”مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية”، اللذان يجسدان الالتزام الوطني نحو تطوير الطاقة المتجددة. كما يُعتبر مترو دبي مثالاً بارزاً لنظام النقل الجماعي المستدام، حيث يقلل من الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية.
جهود تعزيز النقل المستدام
تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية على تطوير بنية تحتية متكاملة للمركبات الكهربائية، مع تركيب أكثر من 500 محطة شحن بحلول نهاية عام 2025. هيئة كهرباء ومياه دبي توفر بدورها شبكة شحن تضم حوالي 740 نقطة، وهي في طريقها لزيادة هذا العدد إلى 1,000.
إعادة التدوير والاقتصاد الدائري
تسعى الإمارات أيضًا إلى تقليص كمية النفايات عبر تشجيع إعادة التدوير، حيث تحتضن أكبر منشأة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية في الشرق الأوسط. تمثل هذه المبادرات جزءًا من رؤية الإمارات للتحول نحو اقتصاد دائري وأكثر استدامة.
مصادر التمويل وهمسات المستقبل
تحتل الإمارات مرتبة متقدمة في مجال صكوك الاستدامة، مما يعكس التزامها بتعزيز الاستدامة كجزء من استراتيجيتها للنمو الأخضر. تعد استثمارات الطاقة الشمسية ومشاريع الهيدروجين الأخضر ركائز حيوية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
تواصل الإمارات تقدمها نحو بناء اقتصاد مستدام يعتمد على الابتكار والاستثمار الأخضر، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي والدولي.
