شهد مؤشر S&P 500 أسوأ أداء له منذ ستة أشهر، حيث انخفض بنسبة 6% من أعلى مستوى له. على الرغم من قفزة يوم الجمعة، لم يستطع المؤشر أن يتجاوز بداية قاسية لشهر مارس، حيث استوعب المستثمرون مجموعة من القرارات والسياسات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصًا فيما يتعلق بالرسوم الجمركية المكثفة على ثلاثة من الشركاء التجاريين للبلاد.
أداء السوق المالي
وفقًا للبيانات، سجل مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 3.1% منذ الجمعة الماضية، ليحقق أسوأ خسائر أسبوعية منذ الأسبوع الذي انتهى في 6 سبتمبر. بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.4%، ليعاني من أسوأ خسارة له منذ فبراير، رغم احترامه الارتفاع بنسبة 0.5% يوم الجمعة. أغلق مؤشر S&P عند أدنى مستوى له في نهاية الأسبوع منذ 1 نوفمبر، قبل الانتخابات.
سجل مؤشر ناسداك المركب ومؤشر راسل 2000، الذي يتتبع الشركات الصغيرة، خسائر أكبر، حيث انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.5% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أوائل أكتوبر، بينما تراجع مؤشر راسل 2000 بنسبة 3.9% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يونيو.
الأسباب وراء التراجع
تكمن أسباب الخسائر في التذبذبات في سياسات ترامب تجاه الرسوم الجمركية. بدأت الرسوم التي فرضت بنسبة 25% على السلع الكندية والمكسيكية و10% على الواردات الصينية، ولكن تم تأجيل معظم الرسوم الكندية والمكسيكية حتى أبريل.
أوضحت كلمات ترامب يوم الخميس أنه لا ينظر حتى إلى السوق، قبل أن يضيف أنه سيكون هناك “انقطاع قصير الأمد”.
الأرقام الكبرى
أكثر من 3 تريليون دولار، هو المبلغ الذي تم محوه من القيمة السوقية لمؤشر S&P من ذروته التي سجلها في 19 فبراير، مما يبرز حجم التأثير الذي تتعرض له السوق. من بين الأسماء الكبيرة التي تضررت بشكل كبير، جاءت تسلا ونفيديا في الصدارة، حيث فقدت نفيديا حوالي 712 مليار دولار من قيمتها السوقية، بينما خسرت تسلا 322 مليار دولار.
التأثيرات المستقبلية
علاوة على الأثر السلبي المحتمل على أرباح الشركات في المدى القصير بسبب الرسوم، فإن التواريخ المتقلبة لتنفيذ الرسوم والاستثناءات أدت إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين، وهو ما يشعر به المستثمرون بشكل متزايد.
كما أشار المحللون إلى أن أسواق المال لا تشهد أوقاتًا كثيرة تحتاج فيها إلى تفسير الكثير من البيانات المتباينة، وأحيانًا المتضاربة، بالنسبة للاقتصاد. بعد فوز ترامب في نوفمبر، عانت الأسواق من تراجع ملحوظ حيث أصبح شكل سياساته أكثر تشددًا تجاه الأعمال.
لقد انخفض مؤشر S&P بنحو 4% منذ تولي ترامب منصبه في يناير.
في المجمل، فإن المشهد المالي الحالي مليء بالتحديات وعدم اليقين، مما يسلط الضوء على أهمية متابعة التطورات وكيفية التأقلم مع التغيرات السريعة في السياسات الاقتصادية.