في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبح من الشائع رؤية حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل ملايين المتابعين. ولكن، هل يعني وجود عدد كبير من المتابعين أن الشخص يتمتع بتأثير حقيقي؟ في الواقع، لا يترجم عدد المتابعين إلى نجاح أو تأثير فعال على المبيعات.
إعادة التفكير في استراتيجيات التسويق
تدرك العديد من الشركات الآن أن الاستراتيجيات التقليدية في التسويق عبر المؤثرين تحتاج إلى إعادة تقييم. فقد أصبح الأمر لا يقتصر على عدد الإعجابات أو المتابعين، بل يتطلب الأمر قياسات أقرب إلى النتائج القابلة للقياس مثل تحويل المبيعات والمتوسط العام للإنفاق.
تتبع تقنيات الذكاء الاصطناعي
ومع تطور التكنولوجيا، سيبدأ الذكاء الاصطناعي في لعب دور كبير في تقييم المؤثرين. سيمكن هذا من تتبع إنفاق العملاء وقياس أثر المؤثر على شراء المنتجات. ستساعدنا هذه التقنيات في تحديد المعلومات الأساسية مثل متوسط الإنفاق وقيمة عمر العميل.
معايير التأثير الفعلي
عند تقييم تأثير مؤثر معين، يجب البحث في عدد من المعايير الأساسية:
- السمعة: هل يعتبر المؤثر موثوقًا به من قبل جمهوره؟
- التوافق: هل يمكن التحقق من صحة المعلومات التي يقدمها؟
- معايير الصناعة: هل يواكب المحتوى الذي يقدمه معايير الصناعة؟
- التميّز: هل يقدم شيء فريد لمتابعيه؟
- رؤى الجمهور: هل يعرف المؤثر تفاصيل جمهورهم من حيث العمر والموقع والاهتمامات؟
إن قيمة المتابعين تتعلق بمعرفة السبب الذي يجعل شخصًا ما معجبًا بمحتوى معين. عند فهم ذلك، يمكن تحسين استراتيجيات البيع.
صعوبة تحويل المتابعين إلى مبيعات
حتى لو زودت وسائل التواصل الاجتماعي الشركات ببيانات مباشرة عن الحالة الاقتصادية للجمهور، لا يعني ذلك أن الترويج من قبل المؤثر سيعمل بشكل فعال. فإن للبيع إلى الجمهور يتطلب أكثر من مجرد جملة دعائية تقول “اضغط على الرابط”.
الاختلاف بين المؤثر والمساهم
يستطيع المؤثرون تحقيق إيرادات، لكن الكثير منهم يعتمد فقط على أربعة أرقام:
- عدد المتابعين: الكفاءة في الحفاظ على الجمهور.
- التوزيع الديموغرافي: معلومات عن أعمار ومناطق المتابعين.
- معدل النقر: عدد الأشخاص الذين ينقرون على دعوة للعمل.
- معدل التحويل الجزئي: يشير لعدد الأشخاص الذين قاموا بعملية الشراء بعد النقر، لكن هذا لا يعكس جميع المشتريات.
يبقى على الشركات استخدام آليات آخرى لتحديد مدى تأثير المؤثر الحقيقي على المبيعات.
كيفية تحسين استراتيجيات التأثير
لتخطي هذه العقبات، يتوجب على المؤثرين تحسين استراتيجياتهم لزيادة الاتجاهات الإيجابية نحو الشراء من خلال:
- توفير قيمة حقيقية في المحتوى الذي يقدمونه.
- فهم أفضل لجمهورهم واحتياجاتهم.
- استخدام أدوات وتقنيات تمكنهم من تتبع وتعزيز التمويل بطريقة مباشرة.
التحولات المقبلة في قياسات التأثير
سيعمل الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في كيفية قياس تأثير المؤثرين، من خلال تقديم أرقام حول الإنفاق والتوجهات. على سبيل المثال، ستساعد الأدوات الذكية في قياس متوسط الإنفاق المتوقع لجمهور المؤثر.
خلاصة
المؤثرون الذين يمتلكون متابعين كثيرين قد لا يكونون بالضرورة أكثر تأثيرًا من أولئك الذين لديهم عدد أقل من المتابعين ولكن بحصص تحويل أعلى. يجب على الجميع إعادة تقييم نطاق الاستراتيجيات المستخدمة والتأكد من معرفة جمهورهم بعمق. التحسين المستمر في استراتيجيات البيع وتقديم القيمة سيكون أساس نجاح المؤثرين بشكل أكبر في المستقبل.