منوعات

شرح نص يا خاطب القهوة الصهباء – شرح القصيدة كاملة

شرح نص يا خاطب القهوة الصهباء

شرح نص قصيدة يا خاطب القهوة الصهباء للشاعر الحسن بن هانئ (أبو نواس) الذي عرف بأنه شاعر عربي كبير من العصر العباسي في القرون الثامن والتاسع الميلاديين. ولد في العام 756 ميلادي في البصرة، العراق، وتوفي في العام 814 ميلادي.

كان أبو نواس شخصية ملهمة وموهوبة، كتب شعرًا على نحو متقن وشُهِر بأسلوبه الساخر والمرح، الذي اشتهر به والذي أثرى به الأدب العربي. كان يتميز بحبه للحياة الليلية والمرح والإختلاط بالناس، وقد وصفت شخصيته بالعبقرية والمرح.

قصائده تنوعت مواضيعها بين الحب والغزل والشراب والمدح والسخرية. وقد كان له أيضًا اهتمام بالفلسفة والأدب واللغة، حيث كان من أهل المعرفة بتلك المواضيع. في مقال شرح نص يا خاطب القهوة الصهباء على موقع المتميزون سوف نقوم بشرح القصيدة والأبيات التي تتضمنها قصيدة خاطب الخمر.

شرح نص يا خاطب القهوة الصهباء

لفهم أي ظاهرة يجب تحليلها ونُحلل لنفهم ونحدد النسبة.

القصيدة كلوحة لا تتكرر ولا توجد قصيدة تشبه القصيدة الأخرى.

عدما نحلل نراقب كل حرف وكل كلمة، والندا لا يكون إلا عند الإنفعال والدليل على أن الشاعر قال يا خاطب القهوة الصهباء.

1. شرح نص “يا خاطِبَ القَهوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها – بِالرَطلِ يَأخُذُ مِنها مِلأَهُ ذَهَبا”

الياء للنداء والنداء لا يكون إلا عند الإنفعال، والدليل أن الشاعر منفعل وهو استعمال اسلوب النداء، والقهوة يقصد بها الخمرة والصهباء الشقراء، وهنا يريد أن يعطي الخمرة مهرًا (رطلاً من الذهب) فخاطب الخمره وكأنها صاحبته ومحبوبته. وصور العلاقة (بالخطبة) بسبب العقد التي كان سببها خيانة والدته وآلامة النفسية. وخاطب الخمرة لأنها بنظرة لا أحد يستحق أن يعطيه الثقة ولا أحد يستحقه.

2. قَصَّرتَ بِالراحِ فَاِحذَر أَن تُسَمِّعَها – فَيَحلِفَ الكَرمُ أَن لا يَحمِلَ العِنَبا

قال: قصرت/ الراح هي الخمرة والراح من الراحة التي تريح الإنسان وتنسية همومه والآمه، احتوى هذا البيت على موسيقى داخلية، ودلت (قصرت وتسمعها) على الشدة وتصقير الخاطب، ويقول أن رطلاً واحداً قليل والمهر من فلسفته أن الرجل يشعر بالمسؤولية، وخاف من عدم استقبال الخاطبة له ورفضها له. وهنا الشاعر يعلي من شأن الخمره ويخاطبها كأنها أنسان، ويقول إذا فعلت هذا ودفعت هذا القدر البسيط من المال فيحلف الكرم ألا يحمل العنبا، لأن أهل الخمرة هي العنب.

3. إِنّي بَذَلتُ لَها لَمّا بَصُرتُ بِها – صاعاً مِنَ الدُرِّ وَالياقوتِ ما ثُقِبا

دخل الشاعر على الموقف وعالج الموقف وطرد الخاطب وحل مكانه. قالت: من العريس فقال: أنا العريس.

قدم لها أولاً رطلاً ولكن بعد ذلك عندما رأها تقدم بثقة وقدم لها صاعاً من الياقوت.

4. فَاِستَوحَشَت وَبَكَت في الدَمنِ قائِلَةً – يا أُمُّ وَيحَكِ أَخشى النارَ وَاللَهَبا

بعد ذلك، استوحشت وتدللت وبكت وقالت لأمها دعيني عندك (وبكت بدلع)، الخمرة في العصر العباسي كانت جامدة عند التخزين وكانت مُسكرة جداً فصارو يخلطوها بالماء أو يغلوها على النار فلا تعد مُسكره فتُهان. والشاعر لا يعليها وهي تريد أن تطمئن على معاملته لها.

5. فَقُلتُ لا تَحذَريهِ عِندَنا أَبَداً – قالَت وَلا الشَمسَ قُلتُ الحَرُّ قَد ذَهَبا

قال بقوة: لا تحذري من الحرارة، قالت: والشمس، قال: بأن الحر قد ذهبً وزال، وهنا حاول أن يبين لها أنه راغب بها.

6. قالَت فَمَن خاطِبي هَذا فَقُلتُ أَنا – قالَت فَبَعلِيَ قُلتُ الماءُ إِن عَذُبا

قالت (فمن خاطبي هذا؟) سألته عن إسم خاطبها فقال بكل ثقة أنا، قالت فبعلي: أي زوجي. قال: الماء إن عذبا. وعادةً الخمرة تقرن بالماء لنقاءه.

7. قالَت لِقاحي فَقُلتُ الثَلجُ أُبرِدُهُ – قالَت فَبَيتي فَما أَستَحسِنُ الخَشَبا

تتسأل كيف سيعاملها، ومع من ستجلس. فقال: الثلج والبرد. كأنه يضع الثلج على الخمره وهي المحبوبة، فقالت: لا تضعني بالخشب.

8. قُلتُ القَنانِيَّ وَالأَقداحُ وَلَّدَها – فِرعَونُ قالَت لَقَد هَيَّجتَ لي طَرَبا

قال لها: الزجاج والصناعة الفرعونية لك. فقالت: متى موعد الزواج؟

9. لا تُمكِنَنّي مِنَ العِربيدِ يَشرَبُني – وَلا اللَئيمِ الَّذي إِن شَمَّني قَطَبا

بدأت تأمره وتلقي عليه بطلباتها مع من يتعامل فتقول له: لا تسلمني من العريبد الشخص السيء وحتى اللئيم الذي يصبح تعيسًا وحزيناً عندما يشربني بدلاً من أن يفرح.

10. وَلا المَجوسِ فَإِنَّ النارَ رَبَّهُمُ – وَلا اليَهودِ وَلا مَن يَعبُدُ الصُلُبا

ولا تمكنني من المجوسي الذي يتعامل مع النار وهي لا تحب النار أقصد (الخمرة) فترتفض الإقتراب من المجوسي، كما وترفض الإقتراب أيضًا من اليهود ولا من يعبد الصلبا (المسيحين) لأن الخمره محرمه عليهم ويقولون أنها حرام. وكل شخص لا يحبني ويشوه سمعتي وأنت من قدرت مني وقدرتني، لا تقربني لهم، وهذا فقد ذكر أبو نواس الخمر والدين والعديد من المواضيع في نفس القصيدة.

11. وَلا السَفالِ الَّذي لا يَستَفيقُ وَلا – غِرِّ الشَبابِ وَلا مَن يَجهَلُ الأَدَبا

الذبن يشربون الخمرة ويجلسون بالطريق ويشوهون سمعتي أي (الخمرة)، ولا من يجهل الأدب، وتقول إياك ان تسلمني لمن يجهل الأدب.

12. وَلا الأَراذِلِ إِلّا مَن يُوَقِّرني – مِنَ السُقاةِ وَلَكِنِ اِسقِني العَرَبا

الإنسان الذي لا قيمة له وتقول أسقني لمن يستحقني… وقد لا يكون العرب هم العرب وهذه فكرة تأولية تحرجنا من الموقف. والعرب هم ذو الوجوه الوضاءه.

13. يا قَهوَةً حُرِّمَت إِلّا عَلى رَجُلٍ – أَثرى فَأَتلَفَ فيها المالَ وَالنَشَبا

بدأ البيت الأول بالنداء وأنهى القصيدة كذلك بالنداء (تكرار) وحرمت هنا أنها حرمت ولا أحد سيقترب منها إلا رجل واحد وهو الشاعر (أبو نواس)، فقد أضاع ماله على الخمر.

الخاتمة

بهذا الشرح الرائع لقصيدة “يا خاطب القهوة الصهباء” للشاعر الحسن بن هانئ (أبو نواس)، نكتمل في رحلة ممتعة في عالم الأدب العربي وشاعريته. إنه شاعر كبير أثرى الأدب بأشعاره المتميزة وأسلوبه الساخر والمرح الذي لا يتكرر. يُعَدُّ أبو نواس رمزًا للموهبة والعبقرية في العصر العباسي، واستطاع أن يجسد في شعره رؤية متميزة للحب والغزل والشراب والمدح والسخرية.

يبدو أن الشاعر كان يتمتع بشخصية ملهمة وجذابة، وقد كان يتمتع بشغف للحياة الليلية والإختلاط بالناس، مما أضاف لشخصيته سحرًا خاصًا. كان اهتمامه بالفلسفة والأدب واللغة يجعله شاعرًا متعلمًا ومتنوع المواضيع في قصائده.

السابق
كم تنزل الرضاعة الطبيعية في الأسبوع – إليك الإجابة
التالي
تجارب المرضعات في إنقاص الوزن